الســيدة الـغيـر قــابلــة للــغـرق
فيوليت جيسوب
تعتبر فيوليت جيسوب من الأشخاص المحظوظين الذين تكون حياتهم عبارة سلسلة من المصادفات التي انقذتها من حوادث غرق مميتة ، ولدت فيوليت كونستانس جيسوب Violet Constance Jessop عام 1887 في الأرجنتين وكانت الإبنة الكبرى لمهاجرين ايرلنديين ويليام وكاثرين جيسوب ، ومنذ اللحظة التي ولدت بها فيوليت كان من الواضح أنها إحدى الناجين ضمن إخوتها التسعة الذين بقي منهم ستة على قيد الحياة منذ الطفولة ، قضت فيوليت الكثير من طفولتها في رعاية إخوتها الصغار ثم أصبحت مريضة بالسل رغم توقعات الأطباء بأن مرضها قاتلاً وأنها ستموت لا محالة لكنها تمكنت من النجاة وشفيت من المرض ، عندما بلغت السادسة عشر من عمرها توفي والدها بسبب مضاعفات عملية جراحية وانتقلت مع عائلتها إلى انجلترا وهناك التحقت باحدى المدارس الدينية ، كانت والدتها تعمل مضيفة على إحدى السفن البحرية لكن بعد مرض والدتها تركت فيوليت المدرسة لتأخذ مكان والدتها في العمل .
في عام 1911 بدأت العمل على متن السفينة أوليمبيك Olympic كانت أكبر سفينة في ذلك الوقت ، وفي يوم 20 سبتمبر غادرت السفينة من ميناء ساوثهامبتون في هامبشاير في انكلترا ، وخلال الرحلة اصطدمت أوليمبيك بالسفينة الحربية البريطانية هوك Hawke ، لم يسفر الاصطدام عن وقوع ضحايا وعلى الرغم من الأضرار تمكنت السفينة من العودة إلى الميناء دون أن تغرق .
انتقلت فيوليت بعد ذلك للعمل على متن السفينة تايتانك Titanic وكانت بعمر 24 عاماً عندما أبحرت السفينة في 10 من أبريل 1912 ، اصطدمت السفينة بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي وغرقت بعد أكثر من ساعتين بقليل من التصادم ، وصفت فيوليت الحادث في مذكراتها عندما شاهدت طاقم السفينة وهم يقومون بتحميل قوارب النجاة واستدعاها أحد الضباط ليتم إنزالها في احد تلك القوارب ، وعلى الرغم من مشاهدة مأساة السفينة وهي تغرق وقضاء الليل في قارب نجاة متجمد تم انقاذ فيوليت في صباح اليوم التالي .
خلال الحرب العالمية الأولى عملت فيوليت في الصليب الأحمر البريطاني وفي يوم 21 نوفمبر 1916 كانت على متن السفينة بريتانك Britannic التي تم تحويلها إلى سفينة مستشفى ، وأثناء الرحلة تعرضت السفينة لإنفجار لسبب غير معروف مما أدى إلى غرقها ، غرقت السفينة في غضون 55 دقيقة مما أسفر عن مقتل 33 شخص أما فيوليت فقد سحبتها الأمواج باتجاه المروحة السفلية وارتطم رأسها بمقدمة السفينة لكنها تمكنت من النجاة ، افترضت السلطات البريطانية أن السفينة إما أصيبت بطوربيد أو انفجرت بواسطة لغم تم زرعه بواسطة القوات الألمانية أو أن البريطانيون كانوا هم المسؤولين عن غرق سفينتهم ولم يتمكن العلماء من التوصل إلى استنتاجات نهائية بشأن السبب الحقيقي ، عادت فيوليت إلى العمل في شركة بريطانيا للنقل البحري عام 1920 وخلال فترة حياتها المهنية الطويلة أكملت فيوليت رحلتين بحريتين حول العالم وتزوجت لفترة قصيرة قبل أن تتقاعد من عملها وتستقر في مقاطعة سوفولك حيث توفيت عن عمر 83 عام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق